تختلف الولادة الطبيعية على الولادة القيصرية، فالأولى آلامها تنتهي بمجرد الوضع وانتهاء آلام المخاض، وفي غضون ساعتين تصبح المرأة أكثر قدرة على الحركة والتعامل بطريقة طبيعية مع نفسها ومع طفلها، الشيء الذي لا يحدث في الولادة القيصرية التي تبدأ متاعبها بعد الاستيقاظ بساعتين وتحديدا بعد اختفاء أثر المخدر والمسكنات القوية، بالإضافة إلى أن جرح الولادة القيصرية يحتاج إلى تطهير وتهوية وعناية دقيقة جدا لحمايته من الالتهابات.

وأكد المختصون على ضرورة العناية بجرح الولادة، وذلك لوقاية الأم من مضاعفات خطيرة قد تتعرض لها في حال حدث التهاب شديد فيه، ويكون تطهيره باستخدام الماء الفاتر بالإضافة إلى محلول المطهر الموصوف من طرف الطبيب وغسل الجرح دون تدليك، وبعدها يتم تجفيفه بفوطة قطنية ناعمة ومعقمة، ويجب تهويته قدر الإمكان لتجنب الالتهاب خاصة في فصل الصيف، كما ينصح بالجلوس مرة أو مرتين حسب توصيات الطبيب في ماء دافئ ومالح.

في نفس السياق، شدد المختصون على ضرورة علم الأم بهذا الجرح مسبقا لتعلم متى تستشير الطبيب لطلب المساعدة، فالجرح يكون شديد الاحمرار بعد الانتهاء من الولادة في البداية، ويخف لونه ويهدأ تدريجيا حتى يلتئم ويصبح لونه طبيعيا مثل لون الجلد، لكن إذا ظهر تورم واحمرار في منطقة الجرح أو خروج صديد من الجرح، بالإضافة إلى ارتفاع درجة حرارة الأم أو آلام البطن الشديدة، مع إفرازات مهبلية كريهة الرائحة أو نزيف مصحوب بتجلطات في الدم الخارج، فهذا غير طبيعي ويدل على التهاب الجرح.

وعلى غرار هذا الالتهاب، توجد أسباب عدة تؤدي إليه من بينها إصابة الأم بسكري الحمل أو الحمل بتوأم أو أكثر، وأيضا تعرض الأم لنقل الدم أو التدخين أثناء الحمل، لذلك وجب على كل أم المبالغة في الاهتمام بجرح الولادة القيصرية والالتزام بتناول الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب، وأيضا يجب تجنب حمل الأشياء الثقيلة وأن لا تقوم المرأة بأي مجهود شاق.