اليوم الثاني من أسبوع الموضة في باريس للأزياء الراقية لشتاء وخريف 2021 -2022، كان حافلاً بهذا العرض الضخم الذي قدّمته دار الأزياء الفرنسية العريقة شانيل Chanel من تصميم المديرة الإبداعية للدار فيرجيني فيارد Virginie Viard.
شهد متحف الأزياء الكبير Palais Galliera، الذي يستضيف حالياً المعرض الرائع Gabrielle Chanel Fashion Manifesto الخاص بالدار، عرضاً مميزاً ومنظماً بطريقة دقيقة، بحضور حيّ للجمهور، مع مراعاة قواعد التباعد الاجتماعي في ظل أزمة كورونا.
كالعادة، كانت كوكو شانيل مؤسسة الدار هي الملهمة لأفكار فيرجيني فيارد لاعتماد التصاميم، فبمجرد أن بدأت المصممة الإبداعية الحالية التفكير في مجموعة هذا الموسم، سرعان ما وقع أمامها صور فوتوغرافية تعود لكوكو شانيل، مرتدية تصاميم صاخبة في القرن الـ19، وفساتين منفوشة crinolines في الثلاثينيات، التي كانت ترتديها النساء في الحفلات كنوع من الهروب من الواقع.
علاوة على ذلك، ألهمتها أعمال الرسامة الانطباعية المشهورة بيرث موريسو من مؤسسي المدرسة الانطباعية، أخت زوجة ماني صاحب الأسلوب الانطباعي للرسم، والذي يعتمد على محاكاة الواقع بطريقة درامية رائعة، إذ كان هو أوّل من اعتمد تلك الطريقة في القرن الـ19.
بالإضافة إلى أعمال موريسو، ألهمتها أيضاً أعمال الرسامة الفرنسية ماري لورينسين التي اشتهرت بأعمالها بالرسم على الخزف والزيت، وصورها الملونة التي كانت من ضمنها إحدى الرسومات الشهيرة لـ كوكو شانيل في شبابها.
ومن هنا كان بداية الانطلاق للأفكار الملهمة التي شاهدناها للمجموعة، حيث حاولت فيارد أن تحاكي تلك الرسومات التاريخية، التي تعبّر عن الواقع في القرن الـ19، ولكن بلمسة عصرية حديثة تناسب الأجواء بعد الأزمة، حيث يتطلع الأشخاص إلى حضور الحفلات والسهرات، مثلما كان الأمر في الثلاثينيات.
تصاميم عريقة ذات لمسة عصرية
لفتنا بالمجموعة هذا المزيج الرائع للستايل العصري لدار عريقة مثل شانيل، حيث امتزج المستقبل بالماضي، كاعتماد الجاكيت العصري الفخم ذي التطريزات المحبوكة يدوياً، مع التنانير المنفوشة crinolines الشهيرة في الثلاثينيات، وكذلك البلوزات مع قصّات الكشكشة الرائجة في 2021، مع تنانير الريش الطويلة بقصّات مستقيمة التي تذكرنا بزمن كوكو شانيل.
الحفاظ على هوية الدار
ورغم الأسلوب العصري الذي كان واضحاً في مجموعة شانيل كوتور 2021، فإن هوية الدار كانت واضحة أيضاً من خلال تنانير التويد، والمعاطف الفخمة الملونة، والجاكيت التارتان، والفساتين الميدي الطويلة بقصّات كلاسيكية حادة.
فستان العروس
أما فستان العروس فيعبّر بطريقة واضحة عن ستايل الثلاثينيات، والذي بدأت الفتيات في هذا العصر يعتمدن تلك الصيحات، التي كانت تضج بالأنوثة دون الكثير من المبالغة، لنشاهد تصميماً راقياً منفوشاً بطريقة دراماتيكية، من دون تطريزات على القماش الفخم، وطرحة قصيرة من التول.
