الدستور الأمريكي، يمنح كل مولود على أرض أمريكية جنسيتها، وبهذا يصبح مواطنا أمريكيا بغض النظر عن جنسية والديه، مما جعل معظم النساء في العالم العربي يخططن لوضع أطفالهن في الولايات المتحدة أملا في تأمين حياة أفضل لهم ومن أجل الحصول على جواز سفر أزرق باعتباره الأقوى في العالم، وتصبح "سياحة الولادة" الحل الأمثل لهن.

سياحة الولادة
سياحة الولادة أو تدعى سياحة الأمومة تمنح الطفل حق المواطنة ويعطى للأبوين حق الإقامة الدائمة في البلاد وحصولهما على الجنسية.
كما يسمح بهذا النوع من السياحة في 30 دولة حول العالم وأكثرها شيوعا في الولايات المتحدة وكندا والبرازيل والأرجنتين.
إذ انتشرت هذه الظاهرة بصورة واسعة بسبب المميزات التي يحصل عليها حاملو الجنسية الأمريكية خاصة، ويتعلق الأمر بالخدمات الصحية والتعليم المجاني في المدارس الأمريكية والمنح المقدمة للطلاب المتفوقين بالإضافة لمعاملة المولود كمواطن أمريكي في كل ما يخص التوظيف والحقوق الانتخابية والمعاملة الاستثنائية في معظم دول العالم.
كما تعد"سياحة الولادة" كطوق نجاة من الانهيار الاقتصادي والبطالة بالنسبة للذين يأتون من بلاد الحروب والأزمات السياسية مثل فلسطين، العراق، لبنان، سوريا واليمن.

Image description

تجربة لعبة نيوتن
يتخذ "حازم" و"هنا" زوجان مصريان قرارا بإنجاب ولديهما في الأراضي الأمريكية طمعا في الجنسية الأمريكية إلا أن عقبات كثيرة ستتعرض طريقهما.
فنرى "هنا زيتون" أو منى زكي بطلة المسلسل الرمضاني "لعبة نيوتن" تخوض تجربة قاسية ومجهولة بهدف تحقيق الحلم الأمريكي.
قصة باتت جديدة في الأعمال العربية وفتحت النقاش مرة أخرى حول ظاهرة "سياحة الولادة" حيث أثارت جدلا واسعا وسط مختلف النساء العربيات اللاتي تابعن المسلسل وتشجعن بدورهن لخوض المغامرة.

Image description

وانتشرت عدة منشورات في مختلف المجموعات النسائية المغلقة، تتعلق باستفسارات حول نظام الولادة في أمريكا وكندا وكيفية السفر وإجراءات الولادة وتسجيل المولود وأيضا الصعوبات والمعوقات التي قد يواجهنها.إذ كانت تجربة "هنا" في مسلسل لعبة نيوتن ملهمة لهن رغم كل مشقتها، رغم أن أحداث المسلسل تدور في 2019، أي قبل أن يطلق الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تشديدات على دخول الولايات المتحدة، وبرغم غياب ترامب إلى أن القوانين التي وضعها ما زالت قائمة.

Image description

قيود أمريكية
بدأت الولايات المتحدة الأمريكية تطبيق سياسة جديدة تهدف إلى تقييد منح تأشيرات دخول أراضيها للنساء المسافرات"بشكل أساسي للولادة" كي يتمكن أطفالهن من الحصول على جواز سفر أمريكي، وذلك بتعديل قواعد الحصول على تأشيرة دخول الولايات المتحدة عام 2018 بقرار من ترامب للقضاء على "سياحة الولادة".
وكانت الخارجية الأميركية قد أرسلت برقية إلى سفاراتها في جميع أنحاء العالم، في 23 يناير، بشأن القواعد الجديدة الخاصة بمنح التأشيرة للحوامل الراغبات في السفر إلى الولايات المتحدة.
ووفق إعلان البيت الأبيض، فإن الولايات المتحدة لن تمنح “النساء اللواتي يسافرن إلى الولايات المتحدة من أجل أن يلدن على الأراضي الأميركية كي يحصل أطفالهن بصورة تلقائية ودائمة على الجنسية الأمريكية".
وقال ترامب "نحن البلد الوحيد في العالم الذي يأتي إليه الشخص لولادة طفله، والطفل بالأساس يصبح مواطنا أميركيا… مع كل هذه الفوائد… إنه أمر مثير للسخرية، إنه أمر سخيف، ويجب أن ينتهي… هذا في طور التنفيذ. سيحدث… بأمر تنفيذي".
ورغم ذلك، لا تزال تنشر إعلانات على مواقع على الإنترنت تعرض خدمات “سياحة الولادة” بمبالغ ضخمة، تشمل التكاليف الطبية وإقامة راقية والمساعدة في إنهاء الأوراق للحصول على جوازات سفر للمواليد الجدد.
واعتبرت الخارجية الأميركية ما يعرف ب"سياحة الولادة" نشاطا يؤثر على الأمن القومي للبلاد، وتعتزم السلطات ملاحقة الكيانات المتورطة في هذه الصناعة، كالشركات التي تيسر إجراءات الولادة واستصدار جواز السفر الأميركي للمواليد من آباء أجانب بمقابل مادي، واعتبرته نشاطا إجراميا ومصدرا للاحتيال والأنشطة التي تتضمن مخططات إجرامية دولية والمشاركة في غسيل الأموال.
فالدول الأوروبية اعتادت منح حق المواطنة للمواليد الأجانب، وإقبال النساء على الولادة في أمريكا يعود إلى عقود خلت حين كانت قوانين الهجرة أكثر يسرا، لكن هذه المرونة لم تعد سارية في يومنا الحاضر، فقد قيدت تلك البلدان شروط التجنيس بهدف الحد من هذه الظاهرة ويبقى السؤال، ماهي الوجهة المقبلة للراغبات في منح مواليدهن جنسية أجنبية قوية في ظل تدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في العالم العربي وانخفاض قيمة جوازات السفر العربية؟