في اليوم العالمي للسرطان الموافق في الرابع من فبراير، جولة على جديد البحوث المتعلقة، وتذكير بأهمية الوقوف في وجه بعض العوامل التي يمكن السيطرة عليها، لا سيما الامتناع عن التدخين ومراقبة التغذية والخضوع لبعض الفحوص.

بحسب الاختصاصية في أمراض الدم والتورم الخبيث الدكتورة ليال الحلبي، فإن سرطانات الثدي والرئة والمصران، هي الثلاثة التي تصيب العدد الأكبر من البشر من بين كل السرطانات، علماً أن نسبة الوفيات جراء سرطان الرئة هي الأعلى في العالم.

سرطان الرئة

توسّع الطبيبة الحديث عن السرطانات الثلاثة، فتذكر أن "سرطان الرئة يصيب كبار السن، ولا سيما في السبعين، والرجال بنسبة تتجاوز النساء، بقليل"، مضيفة أن "التدخين وتلوث الجوّ في بعض الدول النامية، هما المسببان الرئيسان لسرطان الرئة». وعن العوارض، تشرح أن "بعض المصابين قد لا يشعرون بأي عوارض دالة على الورم، فيما البعض الآخر من المصابين قد يشكون من الآلام في الصدر والسعال وظهور الدم في البلغم والانخفاض في الوزن والتعب والإرهاق غير المفسرين. الجدير بالذكرأن العوارض تظهر في وقت يكون فيه السرطان في مرحلة متقدمة".

تشخص الحالة بعد اكتشاف كتلة في الرئتين، واتخاذ خزعة. عن التشخيص المبكر، تقول الطبيبة إنه «يتحقق عبر صورة مفراس، بوساطة أشعة منخفضة، بصورة سنوية»، داعية كل مدخن شره (أي يستهلك عبوتين من السجائر في كل يوم، منذ 10 أعوام) بالخضوع إلى هذا النوع من التصوير.

علاج سرطان الرئة متنوع، وهناك خصائص بيولوجية يبحث الطبيب عنها في المريض، علماً أن العلاج قد يكون جراحيّاً أو شعاعيّاً أو كيميائيّاً أو مناعيّاً أو موجّهاً.

سرطان الثدي

لناحية سرطان الثدي؛ فإن نسبة الإصابات تزداد مع تقدم النساء في السن، لا سيما أولئك اللاتي سبق أن بلغن أول طمث في سن مبكرة، أو اللاتي لم يعرفن انقطاع الطمث سوى في سن متقدمة، والعقيمات، ومن يلدن طفلهن الأول في سن متقدمة. للوراثة دور أيضاً، في هذا الإطار، كما الوزن الزائد والتدخين. يتم الكشف عن سرطان الثدي بحسب سن المصابة، فتوصيات الجمعيات العلمية هي إجراء الصورة الشعاعية (ماموغرام)، في سن الأربعين، مرة في العام، فيما بعض الدول حيث تكثر إصابات النساء يوجه للتصوير في سن الخامسة والثلاثين. أحياناً، قد تجرى الصورة في سن أصغر، في حالة الوراثة أو ظهور سرطان الثدي عند فرد في العائلة بسن صغيرة. علاج سرطان الثدي جراحي و/أو شعاعي. بحسب المرحلة والنوع والخصائص، هناك أيضاً العلاج الكيميائي أو المناعي أو الهرموني.

سرطان المصران

لناحية سرطان المصران، يبلغ معدل السن عند الإصابة 67 عاماً. تشتمل عوامل الإصابة، على: الوزن الزائد والتدخين والإفراط في تناول اللحم الأحمر والتقدم في السن والالتهابات المزمنة في المصران (مرض كرون والتهاب القولون التقرحي) والوراثة. من العوارض، الآلام في البطن، لكن العارض الحاسم هو ظهورالدم في الخروج. يتحقق التشخيص عبر تنظير المصران، مع أخذ خزعة. أمّا التشخيص المبكر فهو يقضي بأن يخضع كل شخص بعد سنّ الخمسين لتنظير المصران، وبحسب النتيجة يتقرر متى يجب تكرار ذلك؟ (مثلاً، كل ثلاثة أعوام، في حال ملاحظة الكتل أو عشرة أعوام). الهدف من التنظير هو التحري عن وجود الكتل قبل أن تتحول إلى سرطان في المصران خلال عشرة أعوام.

يتحقّق علاج سرطان المصران، بحسب كل مرحلة، وهو قد يتضمن ذلك الجراحي، الإشعاعي، و/ أو الكيميائي، والبيولوجي.

تطوران

بحسب الطبيبة، فإن التطور الأهم في إطار علاجات السرطان، حدث خلال الأعوام الأخيرة، وهو العلاج المناعي. يتلخص الأخيرفي جعل مناعة الجسم «تحارب» الخلايا السرطانية. هناك نسبة عشرين بالمئة من المصابين بالسرطانات المختلفة الذين يفيدون من العلاج المناعي، لتظهر الفحوص والصور الشعاعية خلوهم من الورم، مع ضرورة المراقبة الطبية الطويلة. وهناك تطور ثان عبارة عن العلاجات الموجهة أي اعتبار كل مصاب حالة قائمة بذاتها، مع فهم سبب السرطان، على الصعيد الجيني، كما البيولوجي، للمحاربة. في بعض حالات سرطان الرئة، لوحظ أن المريض يعيش من ثلاثة أعوام إلى خمسة وحتى سبعة منها أكثر، جراء العلاجات الموجهة التي تقضي بتعاطي الحبوب حصراً.

بحسب الطبيبة، المعركة هي في تجنب عوامل الخطر التي تقود إلى الإصابة بالسرطان، لا سيما محاربة التدخين.

وتتوجه الطبيبة إلى كل امرأة، وتدعوها إلى عدم إهمال صورة الثدي كل عام بعد بلوغ سنّ الأربعين والتنظير للمصران وفحص القزازة (الزجاجة). للمدخنين الشرهين، لا مناص من الخضوع لصورة مفراس لرئاتهم. وتعول أهمية على الدعم المعنوي والمادي لمرضى السرطان، مع المتابعة اليومية.

تقول الطبيبة إن "العالم شهد في الأعوام الأخيرة، تطورات، على صعيد البحوث، لا سيما بيولوجيا الخلايا والعلم الوراثي والتغيرات الجينية التي تؤدي للسرطان، ما سمح بالكشف عن علاجات جديدة، وعلى رأسها: العلاج المناعي والعلاج الموجه".

وتضيف أن "السيطرة على السرطان في الأعوام المقبلة، هو حلم كل طبيب ومريض. المبشر هو أن البحوث سارية على قدم وساق، مع نتائج مذهلة لشفاء العدد الأكبر من مرضى السرطان. ربما في مرحلة أبعد تتحقق السيطرة".