كتب اللاعب البرتغالي الأشهر عبر التاريخ وصاحب كل الأرقام القياسية في كرة القدم العالمية، كريستيانو رونالدو نهاية قصته مع ناديه الإنجليزي مانشستر يونايتد، وأغلق كل الأبواب أمام استمراره بالنادي الذي انطلق منه للشهرة عندما كان شاباً صغيراً، وحفر اسمه بحروف من ذهب كواحد من أفضل اللاعبين في تاريخه٬ قبل أن ينتقل إلى ريال مدريد الإسباني ويسطر المجد معه لتسع سنوات، ليرحل بعد ذلك نحو يوفنتوس الإيطالي، ويعود بعد ذلك للنادي الإنجليزي.

وفتح رونالدو النار على الجميع في اليونايتد، بدءاً بمدربه الهولندي تن هاغ مؤكداً عدم احترامه له وقال: “لا أكن له الاحترام لأنه لم يظهر لي الاحترام”. وأضاف: “إن لم تحترمني فأنا لن أحترمك ابداً”.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد فقد اتهم الدون خلال مقابلته مع الصحفي بيرس مورغان في محطة “توك تي. في” يوم أمس الأحد، ناديه بخيانته، عندما قال: “نعم كانوا يحاولون إجباري على الرحيل، ليس فقط المدرب، بل أيضاً شخصان أو ثلاثة حول النادي. شعرت بالخيانة”.

ولم يسلم منتقدو رونالدو من هجومه وكان على رأسهم زميله السابق واين روني الذي شكل معه في الماضي ثنائياً أرعب العالم أجمع٬ إذ تطرق رونالدو للانتقادات التي وجهها روني له واعتبر أن روني يتحدث بهذا الكلام لأنه لم يستطع الصمود في مسيرته مثل ما فعل هو وقال ضاحكاً: “لا أعرف لماذا ينتقدني بشدة.. ربما لأنه أنهى مسيرته، وما زلت ألعب بمستوى عالٍ.. لن أقول إنني أبدو أفضل منه”.

كما وجه CR7 سهامه نحو النادي الذي لم يقف معه خلال مرض ابنته الصغرى والتي لم يتجاوز عمرها ثلاثة أشهر، واضطراره لإدخالها المستشفى، وعدم تمكنه بذلك الوقت من العودة في الوقت المحدد للتدريب قبل انطلاق الموسم الجديد.

وأكمل أن مسؤولي النادي كذبوه وشككوا بصدقه وهو الأمر الذي أذاه كثيراً.

واستمر رونالدو بهجومه الكبير على ناديه عندما أعلن أن مانشستر لم يتطور اطلاقاً منذ ابتعاد مدربه السير اليكس فيرغسون عنه: “التطور صفر منذ رحيل سير أليكس، لم أجد أي تقدم في النادي ولم يتغير أي شيء”، مؤكداً أن الأخير يعرف كل هذا وقال: “إنه يعرف أفضل من أي شخص آخر أن النادي ليس على المسار الصحيح٬ إنه يعلم والكل يعرف”٬ مشيراً إلى أن الجماهير تعرف الحقيقة وتعرف أنه يريد الأفضل للنادي دائماً.

يبدو أن هول المفاجأة كان كبيراً على مسؤولي النادي الإنجليزي، ويظهر أنهم لم يقدروا على مواجهة النجم التاريخي للكرة العالمية فجاء الرد منهم ببيان مقتضب أقل ما يمكن وصفه بأنه “خجول” وجاء كالتالي:

“تابع مانشستر يونايتد التغطية الإعلامية بشأن مقابلة أجراها كريستيانو رونالدو٬ سيدرس النادي الرد على هذه التصريحات بعد تقييم كل الحقائق بشكل كامل”.

وأضاف البيان: “لا يزال تركيزنا حالياً ينصب على الاستعداد للنصف الثاني من الموسم والعمل على تعزيز التعاون بين اللاعبين والمدرب والجهاز الفني والمشجعين”.

أكد الصحفي الشهير بشبكة “سكاي سبورتس” البريطانية كافيه صولكول، أن زملاء رونالدو في النادي ومدربه يشعرون بخيبة أمل شديدة من تصريحاته٬ وخاصة توقيت المقابلة وأسلوبها.

وأضاف الصحفي في عدد من التغريدات التي أطلقها عبر حسابه في تويتر: “لم يكتشف النادي مسألة إجراء رونالدو للمقابلة، إلا أثناء الاستعداد للعودة من لندن، أمس الأحد، بعد مباراة فولهام “.

وغرد صولكول أيضاً: “من المرجح الآن أن ينظر مانشستر يونايتد في جميع خياراته فيما يتعلق بمصير رونالدو. الإدارة واللاعبون لا يفهمون لماذا قال هذه الكلمات في اللقاء، إنهم محبطون للغاية، لأنه لا يحترم النادي، والمدير الفني، واللاعبين بهذه الطريقة في الحديث”.

رغم كل تلك الظروف غير الصحية التي مر بها اللاعب الذي شكل أمل البرتغال في كأس العالم٬ فإن الدون يتلقى دعماً كبيراً من زملائه في المنتخب وهو ما أكده نجم البرتغال ونادي مانشستر سيتي الإنجليزي اللاعب برناردو سيلفا٬ الذي قال في تصريح لموقع الإتحاد الدولي لكرة القدم: “الحقيقة هي أنه عندما يكون لديك لاعب مثل كريستيانو، فمن الطبيعي أن تلعب لأجله أحياناً لأن بوسعه حسم المباراة في الدقائق الأخيرة”.