عندما يقرر قصي خولي أن ينزع ثوب الضحية ويصبح جلاداً، يجد نفسه يغوص في وحل الجريمة وعالم المافيا، ضمن أحداث مليئة بالأكشن والتشويق تدور ما بين أوروبا وآسيا وأفريقيا في الدراما العربية “الوسم” من “أعمال شاهد الأصلية” على “شاهد VIP”، بطولة قصي خولي،

إلى جانب مجموعة من الممثلين من سوريا ومصر وغيرها من البلدان منهم اسماعيل تمر، كفاح الخوص, ميسون أبو أسعد، جابر جوخدار، جوان الخضر, وائل زيدان, عبدالرحمن قويدر, رشا بلال، آدم سيرجي, محمد مهران، محسن صبري ,محمد دسوقي، فاطمة محمد، مهند قطيش, جلال شموط, لبنة ونس و ميرفا القاضي، قصة قصي خولي، معالجة درامية براءة زريق إخراج سيف الدين السبيعي.

يتخذ الشاب المغامر نورس من شجاعته وثقافته وذكائه الفطري أسلحة يوظّفها في رحلة صعودٍ محفوفة بالخطر والموت، وذلك حين يغادر سوريا عبر البحر متجهاً إلى اليونان، ليتورّط هناك مع مافيا دولية توكل إليه عمليات إجرامية يتحوّل إثر تنفيذها إلى جلاّد يبطش بكل من يقف في وجهه. فما هو مصير المجد الزائف الذي يبنيه نورس بالاعتماد على الجشع والدم والرصاص؟ وهل سيُسعفه ذكاؤه في الإفلات من رجال المافيا الذين يطاردونه من جهة ورجال القانون الذين يلاحقونه من جهة أخرى؟

يعتبر قصي خولي فكرة العمل التي وضع بذرتها الأولى بنفسه قبل 6 سنوات متوافقة مع المزاج العام الإنتاجي حول العالم، وفِكر المنصات العالمية ونوعية الأعمال المقدمة عبرها إلى العالم عموماً، مُضيفاً أن “تطوير تلك الفكرة والحوارات والمَشاهد بدأ قبل نحو عام ونصف عبر شركة Writables مع المحافظة على الهيكل العام للنص والقصة”. وأضاف خولي: تبنّت منصة “شاهد” العمل إلى جانب شركة “إيبلا”، وآمنت به رغم صعوبة تنفيذه إنتاجياً، سيّما وأن أحداثه تدور ما بين بلدان موجودة في ثلاث قارّات هي آسيا وأفريقيا وأوروبا. واستطرد خولي: “مادة العمل بحد ذاتها تشبهنا وتشبه عالمنا وواقعنا العربي الذي نعيشه حالياً، وتتناسب مع الطريقة التي أردنا أن يخرج العمل بها إلى المُشاهد.”

وحول طبيعة المسلسل ورسالته، قال قصي: “تحاكي فكرة العمل ما يدور في عالمنا العربي من أحداث وخاصة في السنوات الأخيرة وما ترافق معها من حروب ومآسٍ، ويطرح قضايا هامة في سوريا ومصر ولبنان وغيرها من دول الجوار وكذلك في اليونان التي لجأ إليها الكثير من الشباب العربي كمحطة أولى في رحلة نزوح إلى أوروبا.” وأضاف: “يحمل العمل الكثير من التفاصيل الغنية التي نطرحها بطريقة اجتماعية بوليسية شيّقة وجاذبة للمُشاهد، فالعمل يتطرّق إلى مأساة الشباب العربي عموماً، وواقع العائلات العربية الناجم عن الظروف المؤلمة التي وجدت نفسها فيها، لذا فإن بنية العمل وطروحاته ومضمونه تشبه واقعنا، أما شكله وصورته وطريقة إخراجه وإنتاجه فتتناسب مع ما أحب أن أتابعه شخصياً كمُشاهد على الشاشة”.

من ناحية أخرى، اعتبر خولي أن “الوسم” يقدم حالة فنية لائقة من حيث الشكل والشخصيات، فشخصية نورس ومعها معظم الشخصيات الأخرى وجدت نفسها فجأة محاطةً بظروف مالية واجتماعية وفكرية وإنسانية تفوق قدرتها على التحمل، لذا اضطرّت إلى التخلي عن الكثير من العناصر الهامة كالعائلة والعمل والأهم المستقبل والأمل.” وأوضح خولي في هذا الشأن: “بعض تلك الشخصيات فُرض عليها التغيير عُنوةً، فأُجبرتْ على تبنّي طريقة مختلفة في التعامل مع المجتمع، أما نورس تحديداً فقد اتخذ قرار التغيير بنفسه، وقرر اللجوء إلى أساليب ملتوية للعيش، ليُفاجأ بعد أن يتحوّل إلى ذئب أن ثمة ذئاب في المجتمع أكثر منه شراسة وقسوة.. ولكن بالرغم من كل ذلك الخراب في المجتمع نجد جذوراً راسخةً ومتأصّلة لقضايا اجتماعية وأخلاقية وأسرية ووطنية وبيئية سنسلّط الضوء عليها، وتلك هي الرسائل الضمنية التي يحملها العمل ويحاول إيصالها.”

وفي مَعرض تعليقه على شخصية نورس التي يقدمها، قال خولي: “والد نورس هو ضابط في البحرية وقد سمّاه بـ نورس تيمّناً بالوطن والأمان واليابسة، فالنوارس تلوح للبحّار عندما يقترب من الشاطئ، ولكن شخصية نورس هي أبعد ما يُمكن عن ذلك، فهو شخص يعيش حالة ضياع رغم كونه مثقّفاً وشديد الانتماء لأسرته ومجتمعه.. يحاول جاهداً الوصول إلى اليابسة بشتّى الطرق ليجمع عائلته حوله، وعندما يعتقد بأنه وصل فعلاً إلى برّ الأمان يكتشف أنه وصل إلى الخراب الكلّي ودمّر كل ما في حياته وآذى من حوله.”

ويختم خولي: “أدى ما جرى في مجتمعنا مؤخراً لازدياد منسوب الأنانية لدى البعض وسيطرة (الأنا) مع طغيان غريزة البقاء، في محاولة للخروج من المستنقع الذي وجد الشباب أنفسهم فيه، ونورس هو واحد من تلك الشخصيات التي ورّطت نفسها وورّطت أصدقاءها معها، ولكنه يكتشف في نهاية المطاف أن تلك الشخصيات المحيطة به كانت هي مَن يستفيد منه عملياً في كثيرٍ من الأحيان”.

بدايةً اعتبر السبيعي أن ميزة “الوسم” تكمن في أنه يغرّد خارج السرب بين المسلسلات المُنتجة مؤخراً، وخاصة الأعمال المشتركة، فهو بعيد عن قصة الحب التقليدية بين البطل والبطلة. يشيد السبيعي “بقرار منصة “شاهد” خوض هذه التجربة الإنتاجية الفريدة، ضمن نوعية مختلفة من الأعمال قوامها الحلقات القصيرة المليئة بالأحداث، فالمسلسل جرى تصويره في أكثر من بلد.. جميع تلك العناصر إلى جانب النَص كانت مغريةً لي كمخرج، إضافةً إلى الرغبة في الخروج من حالة المسلسلات التلفزيونية الطويلة التي تُعرض خلال الموسم الرمضاني، فجمهور هذا النوع الجديد من الأعمال مختلف، ولعلّ أحد العناصر الهامة هو وجود قصي الذي تجمعني به علاقة ودّية وأعمال سابقة ناجحة.” وحول المَشاهد الإخراجية وطبيعة المسلسل، قال السبيعي: “ستتابعون مَشاهد في عرض البحر، على القوارب، ومشاهد أكشن في أوروبا وآسيا وأفريقيا وغيرها، كل ذلك صوّر باستخدام أحدث المعدات والأجهزة وهي عناصر مشجّعة للمخرج.” وختم السبيعي: “السمة العامة للعمل هي المغامرات والتشويق حيث تدور الأحداث حول أربعة شبان يتورّطون في العمل مع المافيا في عدة دول، مما يدخلهم في أجواء مليئة بالأكشن والإثارة، أما الحب فموجود طبعاً في المسلسل بشكل مختلف عن السائد”.

يستهلّ نجم الراب اسماعيل تمر كلامه بالقول: “أحببت المشاركة في (الوسم) بعد أن قرأت النص وشدّني الدور، رغم أنني رفضت الكثير من الأدوار في مسلسلات سابقة، فأنا درست التمثيل، ولكنني فضلت التوجه إلى غناء الراب واشتُهرت فيه، واليوم أحببت أن أثبت بأنني ممثل ولست فقط مغنياً، رغم أن الراب والتمثيل شكلان من أشكال الفن، وكلاهما أحبّه.”

وحول الدور الذي يقدمه في “الوسم”، قال اسماعيل: “ألعب دور رغيد الذي يشبهني في كثير من الجوانب خاصة في علاقته بـ نورس والمحبة والاحترام اللذين يكنّهما له.” وختم اسماعيل: “تحمل شخصية رغيد جانباً قوياً بعيد عن العاطفة، وقد أحببت هذه الناحية من الشخصية، وعملت على إبرازها، وآمل أن أكون عند ظنّ الجمهور بي.”