توارث 126 إمبراطوراً العرش الإمبراطوري في اليابان على مدار قرون طويلة، وقديماً كانوا يتمتعون بصلاحيات وسلطات واسعة جداً، غير أنه من بعد هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية أصبح منصب الإمبراطور رمزياً من دون أي صلاحيات سياسية عليا.

موحد الشعب

يُعد منصب الإمبراطور رمزاً للهوية الوطنية بالنسبة لليابانيين، ودوره في الحياة السياسية يشبه دور الملوك والملكات في بريطانيا وإسبانيا والنرويج، ويُنظر إليه باعتباره شخصية موحدة للشعب، ويمثل رمزاً في الاحتفالات الوطنية.

ويحدد الفصل الأول من الدستور الياباني المعمول به منذ عام 1947 سلطات ومهام وصلاحيات الإمبراطور في 8 مواد تفصيلية تعتمد على 3 مبادئ أساسية تتمثل في سيادة الشعب، واحترام حقوق الإنسان الأساسية، ونبذ الحروب. وبحسب هذه المواد التفصيلية فإن الإمبراطور هو رمز الدولة، ووحدة الشعب، ويستمد قوته من رغبة الشعب التي تكمن فيه القوة السيادية.

126 إمبراطوراً

في الأول من مايو عام 2019، تولى الإمبراطور الياباني الحالي، ناروهيتو، عرش اليابان المعروف بـ «عرش الأقحوان»، خلفاً لوالده، الإمبراطور أكيهيتو، الذي تنازل عن العرش لظروف صحية، وذلك في أول خطوة من نوعها يُقدم عليها إمبراطور ياباني منذ 200 عام. وكان الإمبراطور كوكاكو آخر إمبراطور ياباني تنازل عن العرش في عام 1817. وبعد اعتلاء «عرش الأقحوان»، أصبح ناروهيتو الإمبراطور رقم 126 في تاريخ اليابان.

2600 عام

تعتبر العائلة الإمبراطورية اليابانية من أقدم العائلات الملكية والإمبراطورية في العالم، ويعود تاريخها إلى أكثر من 2600 عام، توارث خلالها الأباطرة اليابانيون العرش.

وكان كل إمبراطور جديد يتسلم 3 كنوز مقدسة بعد وفاة أو تنازل الإمبراطور الذي سبقه، والكنوز هي: سيف مستنسخ عن سيف «كوتوناغي» الأصلي المستخرج من ذيل تنين، بحسب الأسطورة اليابانية، والجوهرة المقدسة، والمرآة المقدسة التي استخدمت سابقاً لجذب إله الشمس من الكهف، وتدل الكنوز الثلاثة مجتمعةً على شرعية الإمبراطور.

15 سلطة

يخصص الدستور الياباني بعض مهام وسلطات الإمبراطور بالنيابة عن الشعب حسب نصيحة ومصادقة مجلس الوزراء، وتتمثل في: إعلان تعديلات الدستور، والقوانين، وأوامر ومعاهدات مجلس الوزراء، دعوة مجلس النواب إلى الانعقاد، حل مجلس النواب، إعلان الانتخابات العامة لأعضاء مجلس النواب، المصادقة على تعيين وعزل وزراء الدولة والمسؤولين الآخرين، والمصادقة على جميع سلطات وأوراق اعتماد السفراء والوزراء، والمصادقة على العفو العام والخاص، وتخفيف العقوبة، وتعليقها أو إيقافها، واستعادة الحقوق، ومنح التشريفات أو الألقاب الفخرية، والمصادقة على أدوات التصديق والوثائق الدبلوماسية، واستقبال السفراء والوزراء الأجانب، وتأدية وظائف المراسيم.

لا سلطة على الحكومة

يشترط الدستور الياباني مصادقة مجلس الوزراء لكل أعمال الإمبراطور في شؤون الدولة، ولا يؤدي الإمبراطور سوى تلك الأعمال التي ينص عليها هذا الدستور، ولا يمتلك سلطات متعلقة بالحكومة.

وينص الدستور على تعيين الإمبراطور لرئيس الوزراء وفق ترشيح مجلس النواب، وتعيين رئيس قضاة المحكمة العليا وفق ترشيح مجلس الوزراء.

وبحسب الدستور الياباني، فإن العرش الإمبراطوري وراثي، وفقاً لقانون العائلة الإمبراطورية الذي يصدره مجلس النواب الياباني. أما ضوابط الوصاية على العرش، فيؤدي الوصي أعماله في شؤون الدولة باسم الإمبراطور.

منصب ذكوري

يمنع القانون الإمبراطوري أن تتولى أنثى منصب الإمبراطور، ويجعل تداول المنصب مقتصراً على الذكور، مع العلم أن الإمبراطور الحالي، ناروهيتو، لديه ابنة وحيدة عمرها 19 عاماً، وبالتالي من المقرر أن يتولى، شقيق الإمبراطور الأصغر، الأمير أكيشينو، البالغ من العمر 55 عاماً، العرش، وفي حالة وفاته يتولى العرش ابنه الأمير هيساهيتو، البالغ من العمر 14 عاماً.

3 رحلات محلية

يقوم الإمبراطور الياباني بما لا يقل عن ثلاث رحلات محلية كل عام، ويزور جميع المحافظات والجزر النائية، والمرافق الاجتماعية والثقافية والصناعية. كما يزور المناطق المنكوبة بالكوارث الطبيعية لتعزية أهالي الضحايا وتقديم الدعم لعمال الإنقاذ، ويتابع الوضع في هذه المناطق إلى أن تزول آثار الكوارث التي أصابتها.

ويحضر المهرجان الوطني للرياضة، ومهرجان يوم الشجرة الوطني، ومهرجان البحر العزيز، وفي حدائق القصر الإمبراطوري، يزرع الإمبراطور الأرز ويحصده بنفسه، حيث يعتبر الأرز المحصول الرئيسي في اليابان.

جدول يومي

نشرت بعض وسائل الإعلام ملامح الجدول اليومي للإمبراطور الياباني السابق، أكيهيتو، حيث كان يبدأ بالاستيقاظ فجراً، والسير برفقة الإمبراطورة في حدائق القصر الامبراطوري. وفي فترة الظهيرة كان يُدير بعض الشؤون الرسمية، مثل مقابلة السفراء الأجانب، وتوزيع الجوائز الإمبراطورية.

أما في فترة المساء، فكان يحضر برفقة الإمبراطورة حفلات استقبال رسمية، وأمسيات تقام على شرفه، بعدها مباشرة يخلد للنوم.

أول زواج من العامة

يُعد الإمبراطور الياباني السابق، أكيهيتو، الذي وصل إلى العرش بعد وفاة والده الإمبراطور، هيروهيتو، في يناير من 1989، أول إمبراطور في تاريخ اليابان يتزوج فتاة من عامة الناس، ويُعد زواجه أول خروج عن التقاليد الإمبراطورية، حيث تزوج في عام 1959 من ميتشيكو، ابنة أحد أثرياء اليابان، وأنجب منها ثلاثة أبناء، هم: الإمبراطور الحالي، ناروهيتو، والأمير أكيشينو، والأميرة ساياكو، وقد تولى العرش وعمره 55 عاماً.

منصة العرش

يُعرف العرش الياباني باسم «تاكاميكورا»، وهو الاسم المستخدم منذ عصر هييان، وهو عبارة عن منصة بُنيت في العام 1915 خصيصاً لمراسم تنصيب الإمبراطور تايشو، ويبلغ ارتفاعها 6.5 متر وتزن 8 أطنان. أما الإمبراطورة فتخصص لها منصة أصغر تدعى «ميتشوداي» تقع بجوار منصة الإمبراطور.