مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة وتعاظم تأثيرها على مجتمعنا، بات من الممكن التعرف الى شريك الحياة بطريقة افتراضية. لكن يبدو ان خبراء علم النفس وعلم الاجتماع يخشون هذا الى حدا ما. ويذكرون في هذا السياق بعض الاخطاء التي يمكن ارتكابها والتي يمكن ان تؤدي الى نتائج وخيمة ولا يمكن اصلاحها من دون خسائر. ولهذا يوجهون الى البنات تحذيراً من التعارف عن بعد ومن الوقوع في الفخ الكبير.

لا يعتبر التحذير للبنات من التعارف عن بعد عبثياً ولا عشوائياً. فهو يستند على بعض الاسباب التي يذكرها الخبراء الاجتماعيون والنفسيون. وفي هذا الصدد يحددون بعض الأفخاخ التي يمكن الوقوع فيها.

الوهم
ينطوي التعارف الإلكتروني او عن بعد على بعض الاوهام. فلا شيء يمكن ان يحل محل العلاقة المباشرة وجهاً لوجه. وهذا لا يساعد على معرفة الحقيقة الكافية عن الشخص الذي يتم التحدث اليه. كما ان اللقاء الافتراضي لا يمكن من معرفة الشخصية الحقيقية للشريك المفترض حيث يمكن ان يسود الوهم فيما يتعلق بالتوقعات التي يمكن ان يبنيها كل من الطرفين بشأن الآخر.

الشك
يعتبر الشك من أبرز المشاعر التي يمكن اختبارها في اطار التعارف عن بعد. فمن الممكن ان يتم في هذه الحالة طرح الكثير من الاسئلة بشأن الآخر وبعض تصرفاته وعاداته. وهذا ما يسبب غالباً اختبار المشاعر السلبية، بل يمكن ان يؤدي الى الاحساس بالخوف ويؤدي ربما الى الابتعاد والكف عن التواصل مع الآخر.

الصورة
من الممكن ان يقوم الشريك المحتمل بوضع صورة بروفايل لا تعود اليه او ربما يخضع صوره لتقنية الفوتوشوب ولبعض التعديلات التي تجعلها بعيدة كل البعد عن الواقع. وهو ما يجب الانتباه اليه جيداً. فهذا يمكن ان يشي بصفات غير جيدة أبرزها الكذب والخداع. ولهذا على البنت في هذه الحالة توخي الحذر.

ذكر الصفات الجيدة

من الممكن ان يقوم الطرف الآخر بالتركيز على الصفات الجيدة لديه وعليها فقط. وهذا ما يثير الريبة والشك. فليس منا من هو كامل. ولهذا يمكن القول انه يتسم بالغرور. وهي صفة سلبية. اذاً من الضروري التنبه الى هذا جيداً من اجل اخذ القرار المناسب. وفي المقابل يجب ان يتم اظهار الصفات الشخصية الايجابية والسلبية على حد سواء. فالصدق في التعامل هو من أبرز القواعد التي يجب اتباعها في هذا المجال.

فخ اللقاء
من المهم جداً الانتباه اليه. ومن الافضل عدم تحديد موعد للقاء. فالحذر في هذا السياق واجب. ومن المفيد في هذه الحالة اقتراح الزيارة والتعرف الى افراد العائلة. فهذا يمكن ان يكشف مدى تحلي الشريك المفترض بالصدق وما اذا كان يرغب فعلاً في بناء ارتباط جدي ام انه يريد التعارف على سبيل التسلية فقط.

التوقف عن التواصل
يشكل هذا احد ابرز اوجه التحذير للبنات من التعارف عن بعد ومن اكثر الافخاخ التي يمكن ان تترك اثراً مزعجاً لديهن. فقد يتوقف الطرف الآخر عن التواصل بشكل مفاجئ. وهذا ما يمكن ان يدفع البنت الى طرح العديد من التساؤلات عن السبب. بل انه قد يجعلها تعتقد أنها غير مناسبة او انها لا تتمتع بالجاذبية الكافية، ما يعني اهتزاز ثقتها بنفسها. وهذا خطأ كبير. فقد يعود انقطاعه الى اسباب خاصة او ربما الى عدم جديته. اذاً عليها ان تدرك هذا والا توجه لنفسها الاتهامات. لهذا يوجه الخبراء التحذير للبنات من التعارف عن بعد بسبب احتمال وقوعهن في بعض الافخاخ وارتكابهن بعض الاخطاء التي تؤثر سلباً على حياتهن.