مع تواتر الدراسات والأبحاث، تم التعرف على عشرات العلامات والملامح الدالة على التقدم في العمر، ويمكن تصنيف جميع هذه العلامات المختلفة تحت ثلاث مجموعات رئيسة فقط، هي: التجاعيد وفقدان الحجم وترهل الجلد.

تجاعيد الشيخوخة

بخصوص التجاعيد والتعرجات في الجلد التي نراها في أجزاء الوجه المختلفة، فمن المعروف أن سماكة ونضارة الجلد تقل مع التقدم في العمر ومرور السنين، لذلك مع الوقت يبدأ هذا الجلد «الرقيق» في إظهار تقلصات العضلات من تحته، وهي نفسها تلك التقلصات التي كانت مخفية أيام الشباب بطبقة سميكة من الجلد، فيأخذ الجلد مع الوقت شكل هذه التقلصات، وهذا ما يسمى «التجاعيد» تتزايد حدتها وعمقها مع التقدم في العمر، وتبدأ عادة في منطقة الجبهة وحول العينين، لتمتد مع الوقت إلى باقي أجزاء الوجه والرقبة.

فقدان الحجم

أما عن فقدان الحجم، فإنه مع التقدم في العمر تبدأ دهون الوجه في الذوبان، ونفقد جزءا كبيرا من حجم الوجه تدريجيا، فيبدأ الوجه في الذبول والخدود في الانكماش، والعيون في «الغوص» في محاجرها.

ترهل الجلد

وترهل الجلد يختلف تماما عن التجاعيد في الشكل والسبب، فمع الوقت يبدأ الجلد بفقدان خاصيته «المطاطية» فيبدأ بالترهل، وهذا يؤدي إلى وجود زيادة في الجلد تشكل هذه الترهلات، وتكون بدرجة أكبر لمن تغيرت وخفت أوزانهم مع الوقت، وأوضح ما تكون هذه الترهلات في منطقة أسفل الوجه والفك والرقبة بشكل خاص، وغالبا يكون الترهل من أكثر العلامات الدالة على التقدم في العمر.

تخصص التجميل

ولكل علامة من علامات التقدم بالعمر حل مختلف تماما يتناسب مع السبب، وكما يقال في عالم الطب، فإن التشخيص هو نصف العلاج، فعند معرفة سبب المشكلة نكون قد قطعنا نصف المسافة في رحلة الوصول إلى الحل، وفي العادة يكون الفحص في العيادة كافيا لمعرفة السبب -أو الأسباب- في علامات التقدم بالعمر، ولكن هذه الحقيقة البسيطة قد لا تكون دوما واضحة، فللأسف قد يكون عالم التجميل من أكثر التخصصات الطبية استغلالا للمرضى بين تلك الأجهزة الوهمية أو الإبر السحرية، التي يكون هدفها في الغالب «جيب» المريض وليس «وجهه»، فتخصص التجميل هو التخصص الذي يلعب على وتر الجمال، ومن منا لا يريد أن يصبح جميلا وفي أحسن حالاته.

حلول مختلفة

بالعودة إلى الأسباب المختلفة، نجد أن لكل مشكلة حلا مختلفا بناء على سببها، فالتجاعيد حلها يكون بتخفيف حركة العضلات تحتها، ويكون ذلك عن طريق إبر «البوتكس» أو ما شابهها، فهذه الإبر تسبب شللا مؤقتا خفيفا للعضلات، فتخف التجاعيد فوقها، وبالتأكيد فإن الإكثار منها في جلسة واحدة أو عملها عند غير المختص المطلع على تفاصيل تشريح عضلات الوجه سيؤدي حتما إلى نتائج غير طبيعية، وحل مشكلة فقدان الحجم يكون بتعويض الحجم المفقود، إما عن طريق الحل السريع المؤقت كإبر «الفيلر»، أو الحل الدائم كالدهون الذاتية، وبالتأكيد تختلف الوجوه عن بعضها، فالبعض يحتاج إلى تعويض الحجم تحت العينين أو مناطق أخرى أكثر من الخدود والشفتين أو العكس، ويعتمد ذلك على نتائج الفحص.

عمليات الشد

في حالات ترهل الجلد الشديدة، لا يوجد حل غير إزالة الجلد الزائد، وذلك عن طريق عمليات الشد المختلفة حسب الحاجة، للوجه والرقبة أو الجفون أو الحواجب، أما ما هو منتشر للأسف من حلول غير جراحية «كالخيوط الذهبية» أو غيرها، فقد تكون مناسبة كحل مؤقت لحالات الترهل البسيطة، ولكنها بالتأكيد إهدار للوقت والمال، ولا فائدة منها غير مضاعفة حالات الترهل الشديدة.

"الخيوط الذهبية" إجراء مؤقت يضاعف حالات الترهل الشديدة

ويؤكد خبراء التجميل على أن ملامح الوجه هي أكثر ما يُظهر علامات الشيخوخة مهما تحلى الشخص بروح الشباب والمرح، فمع تقدمنا في العمر قد لا تستطيع السنون إطفاء شمعة روح الشباب الموجودة داخلنا، ولكن بالتأكيد لا مفر من ترك ترسبات آثارها على مظهرنا الخارجي، وأكثر ما يظهر ذلك جليا واضحا في الوجه، فهو خير مثال على خارطة طريق السنين، ففيه تتجلى تجاعيد الزمن، وتبرز ترهلات الماضي بوضوح، فبمجرد النظر إلى وجه أي شخص، نستطيع غالبا إعطاء عمر تقريبي له بناء على معالم وجهه.